فضاء حر

ذكرى الوحدة تُصَعِّد هيجان صراع الأضداد

 

يمنات – خاص 


يعيش اليمنيون في طول الوطن وعرضه ذكرى الوحدة الـ 22 في خضم هائج من الصراع المتعدد حول مستقبل  اليمن السياسي الذي يطمح كل من أقطاب الصراع بحسمه لصالحه أو على الأقل اقتطاع مساحة من ذلك المستقبل للتربع عليه والانطلاق منه لتحقيق الأهداف التي يسعى إلى تحقيقها.


في ذكرى الوحدة انطلق كل من قاعدة أجنداته في الحديث عنها مفسراً أو محللاً وكاشفاً خيوط المؤامرة على الوحدة والوطن برمته في حرص على الوطن تنثره الكلمات وتنهشه النوايا التي سرعان ما تبرز إلى العلن عبر أفعال قبيحة ذات رائحة منتنة..

الرئيس السابق علي عبد الله صالح رغم الإعلان عن نقله  مغشياً عليه إلى مستشفى الدفاع قبل الاحتفاء بعيد الوحدة بيوم يفاجئ الجميع بعد فاجعة السبعين بيوم واحد أيضاً بالظهور على شاشة قناة اليمن اليوم متحدثاً عن ما أسماها محطات مرت بها الوحدة اليمنية في سرد تزييفي وتشويهي لا يمت لمسارات الوحدة واعتمالاتها بصلة.. صلته الوحيدة كانت بعلي عبدالله صالح فقط الذي ظهر من خلاله بطل الوحدة وفارسها كما يحلو له وصف نفسه.. عبر صالح كل المحطات فارساً لا يشق له غبار حتى وصل، إلى حرب 94 والتي أخرجت الاشتراكي من السلطة واستباحت الجنوب وأهله وخيراته.. صالح في حديثه لم ينس أن يؤكد أن الإصلاح كان شريكاً أساسياً في الحرب على الجنوب تخطيطاً وتنفيذاً في اعتراف  ضمني منه بأن الحرب كانت للقضاء على شراكة الجنوب في السلطة والتفرد بخيراته لصالح أقطاب السلطة في الشمال وهي الحقيقة التي يعرفها الشعب ولم يكن بحاجة لمن يقل له ذلك.. محللون سياسيون عدوا اعتراف صالح بالشراكة الفعلية للإصلاح في الحرب على الجنوب وإخراج الاشتراكي من السلطة ليس سوى اعتراف بما كان واضحاً وجلياً في حينه وأن الجديد فيه ليس سوى تأجيج صراع جديد بين الاشتراكي والإصلاح وتقزيم شعبية الإصلاح المقزمة أصلاً في الجنوب..

بدوره الإصلاح استقبل الذكرى الـ 22 للوحدة بتأجيج إعلامي استهدف من خلاله  كثيراً من أطياف العمل السياسي، وعلى رأسها الحراكيون البلاطجة حسب توصيف صحفه وصحيفة أخبار اليوم المقربة من علي محسن والإصلاح بعد اشتباكهم مع الإصلاحيين في ساحة الحرية بكريتر عقب الاحتفال بذكرى الوحدة، موردة تصريحاً لمصدر في الثورة الشبابية حسب وصفها شبه فيه الحراكيين ببلاطجة صالح قائلاً: “ما أشبه بلاطجة البيض ببلاطجة النظام السابق….”

ذكرى الوحدة تحولت إلى حلبة صراع لم يستثن أحد من الصعود إليها لتسديد لكمة أو تلقي أخرى.. فالحراك الجنوبي دخل الحلبة بتبايناته المتعددة الداعية إلى الحوار والمطالبة بالفيدرالية وتلك التي تنادي بفك الارتباط.. حيث أكد الرئيس السابق علي  ناصر محمد أن الوحدة استعادت روحها بالفعل الثوري  وأن صالح والبيض كانا دون مستوى الحدث الكبير  مبدياً أسفه لتعرض الوحدة لما وصفها بالشروخ في صلبها مضيفاً “أن التغيير الحقيقي الشامل هو الذي  سيضمن للقيم الكبرى والأحلام الجميلة  أن تبقى بما في ذلك الوحدة اليمنية”.. وفيما يشير إلى تجنح ينتهجه  ناصر ضد كل من صالح والبيض أكد ناصر أنه كان أول من دفع ثمن الوحدة  اليمنية بسبب اتفاق البيض وصالح على إخراجه من اليمن..

لقد صدح كل بما في جعبته وأعلن في ظل هذا الاضطراب والتمايز في الأهداف والرؤى ما يسعى إلى تحقيقه كاشفاً عن وجه جديد أو مؤكداً واحدية الوجه الذي لا يمكن أن يتقنع مهما كانت التضحيات، فالنوبة صانع الحراك الجنوبي الأول يؤكد أن لا رجعة عن تحقيق استعادة دولة الجنوب وأن الحوار الذي يطالبون بدخوله لا يمكن دخوله إلى على قاعدة شمال وجنوب.. بعكس العميد الناطبي الذي بدأ حراكياً وانتهى إلى زمرة الانفصاليين الجدد الذين يسعون للاستحواذ على اليمن بشرطية عبر طائفية سياسية تمارس الإقصاء والتهميش والقتل والاستبداد باسم الله وتحت شعار الله أكبر.

زر الذهاب إلى الأعلى